تمضي الأيام بإيقاع واحد، نظام واحد، تستيقظ، تذهب إلى العمل أو محل الدراسه ثم تعود لتجلس مع العائله، أو تلتقي مجموعه من الأصدقاء…. تنام ، تعود فتستيقظ مرة أخرى … هكذا تكون الأيام …. تتغير أحياناً، فربما تكون هناك بعض الأحداث السعيده أو الحزينه التي تكون مؤقته و أن تغير لا تغير الكثير بل يبقى إنطباعك للحياة نفسه.
و فجأه ، و بدون سابق إنذار، تتغير الأمور و تأخذ الحياة منحاً جديداً، تشعر بطعم جديد للحياة، و الإقبال عليها، تشعر بطاقه خفيه تجدد فيك النشاط، كل يوم، و كل ساعة.....
تنتبه لما حولك من حياة، تنظر إلى الأزهار و الطيور كأنك ترى جمالها الأول مرة، و تتعجب، أين كنت من هذا الجمال؟!
و تصبح حياتك ذات نغمات موسيقيه هادئه جميلة تطرب لها و يتردد صداها داخلك و سرعان ما يتكون عالمك الخاص المليء بالخيال و الأحلام و الأمال لنقل الأوهام و إنتظار الغد.....
إن مررت بهذه الأعراض فأعلم انه الحب.... حب الحياة .... أو حب موقف معين .. أو حتى حب شخص معين ...
ليس من الخطأ أن يطرق الحب أبواب قلوبنا ولا الخطاء أن نحب ، أفما الحب إلا خليط من مشاعر الوفاء و الإخلاص و الإنتماء و الإيثار، وهي مشاعراً مرغوب فيها ، لكن الخطأ ان نخلط بين الحب و الإعجاب، و أن يكون سلوكنا بلا ضوابط ولا حدود دينيه و أخلاقيه.
ينتج الحب من طول العشره و المشاركة في الحياة و ليس العكس، لذلك عندما تشعر بأنك تحب فتاه أو أنك تحبين شاباً و ذلك بدون رابط شرعي أدى إلى طول المعرفه بينكما أو نتيجه لتصرف أو موقف معين أو للشخصيه فأعلم أنه ‘إعجاب فقط، إما أن يزول مع الوقت و إما ان ينتهي بالزواج فتكتشفا أنكما كنتما على خطأ، أو يتحول إلى حب و مودة......
لذلك من الأفضل التأكد من أن الحب الحقيقي طريقه الزواج فقط، فهو لا يأتي إلا بعد أن تكتشف جميع الصفات و جميع النواحي الشخصيه، حينها يبقى الإعجاب و ينمو و يستمر الحب، أو تكتشف الصواب و تندم.......
و بما أن الإعجاب قد يقع، و بما أننا نهدف لإنشاء مستقبل سليم لحياتنا و لشبابنا فإنه لابد من التحذير من عواقب الإعجاب الأعمى، و من خطر السلوكيات الخاطئه التي لاينتج عنها سوى العذاب و الألم و أيضاً قبل كل هذا سخط الله و اليعاذ بالله..
وكذلك هناك كثير من الضوابط و الأمور التي أوضحها لنا الشرع في القرآن و السنه ، و أن الله لم يحرم ما حرم إلا لمصلحة البشريه و لمصلحة المؤمن بشكل خاص... و حتى يكون الإعجاب مثمراً و متوجاً بالزواج الناجح لابد من مراعاة أمور عده منها:
- أن يكون الحب لله و فيه : و يعني هذا إختيار الطرف الأخر بناءً على أسس دينيه و أخلاقيه ترضي الله عز وجل، كما ينبغي عليه تجنب ما نهى الله عز وجل، و إتباع ما شرعه في كتابه الحكيم وسنه نبيه (ص) و منها أن لا يختلي شاب بفتاه، ولا يواعدها سراً، و ان لا يكون هناك أي و سيلة إتصال بينهما بصوره غير شرعيه.
- أفضل طريقه لأنجاح الحب و إستمراريته ..... الزواج
أخي .. إذا أعجبت بفتاه فتقدم لخطبتها دون إنتظار التعرف عليها فإن الخطبه وجدت لهذا السبب، و لتعلم أنك بمواعدتها سراً (أو بدون هدف شرعي) لتتعرف إلى صفاتها لن تستفيد شيئاً فهناك صفات ستظهارها لك غير موجودة حقاً وما من طريقة للتعرف على الصفات و الطباع الحقيقيه غير الزواج... و الله الموفق، و لكن إستخر...
و إن كان مانع التقدم للخطبه هي المشكله الماديه فأعلم أنك إذا كان في نيتك رضا الله عز وجل فقط فإن الله سيوفقك و لعلها عندما تتقدم لخطبتها أن ترضى بك و تفضلك انت الذي طرقت الباب على صاحب الاموال و المبسر لجميع الأمور.... فالزوج ذو الخلق و الدين ليس له مثيل و لا يعدله حتى مال الدنيا بأسرها. و اعلم أنك بمجرد أن تستعين بالله و تنوي طرق الخير فإن الله هو الميسر وهو الرزاق ذو القوة المتين.
-و أنت أيضاً يا أختي لا تصدقي كل ما تسمعينه من كلام معسول و أحلام و أوهام، فإن كان يريدك حقاً فليدخل بيتك من الباب و لا يسترق الجلوس معك كاللصوص، و لا يكون عنده أي حجه فإن كان ذا دين فهو يعلم أن الرزق بيد الله و ان الله سيكون في عونه.و إن كان قد أحبك فعلاً فإنه لن يرضى أن تبقيا على علاقه لا ترضى الله، ولا يرضى أن يدع سيرتك على الألسن. و أنك لغاليه و ثمينه.
- أختي أنصحك بالتقرب إلى والدتك و لتكن صديقتك الوفيه فليس بعدها صديقه وفيه و مخلصه. لا تتحججي بأنها لن تفهمك أو أنها من زمن أخر، فإنها لحجج باطله فالأم كانت فتاة مثلك و أنت إبنتها و تحب مصلحتك و تعرف الأفضل لك ولابد أنها ستسعد لسعادتك .
و الأهم أن تحاذري من صديقات السوء ومن الفتيات اللاتي شغلهن الشاغل التحدث عن أبطال قصصهن. و لا تصدقي أي واحده منهن، و لا تخدعك المظاهر فلو كان الشاب يحبها فعلاً و يريدها سيفضل الحلال على الحرام و سيتقدم لها و إلا فإنه يتسلى فقط لاغير.
وإعلمي أن الشاب إذا أحب فتاه بصدق تقدم لخطبتها بدون مقدمات تعرف أو أوقات (طالت أو قصرت) من اللهو الطائش. لأن صاحب التفكير السليم يعلم أن الغيب بيد الله عز وجل وأن الغد غير مضمون، فما يدريه إذا كانت الفتاه التي يواعدها ستكون من نصيبه أم لا؟ فكيف سيرضى لها العذاب و الألام نتيجه للفراق الممكن.
وهذا الشاب ... ألا يوجد له أخت؟ إلا يخاف الله عليه؟ ماذا لو علم أن أخته تواعد شاباً هل سيرضى؟
إحذري و تنبهي....
إذا كانت إجابته لا (لن يرضى)..... فكيف يرضى لك ما لا يرضى لأخته؟!، و إن كانت الإجابه نعم فهو متحرر و ستايل... فكيف ترضينه زوجاً لك؟ كيف تأمنينه على تربية أبنائك في المستقبل؟ و كيف ستعيشين مع زوج لا يغار على أخواته و أهله.
أختي ... أخي... إعلما أن المشاعر ليست بيد الإنسان، لكن بيده أن يضبطها و أن الله أنعم علينا بالعقل و ميزنا عن الدواب لنتفكر به و نفكر ونختار الطريق السليم. و أن المشاعر المتكونه نتيجة المعرفه السطحيه بالعمل أو الدراسه ما هي إلا مشاعر إعجاب إما أن تتوج بالزواج الذي به يستمر الحب الدائم بين الطرفين. و أن يكون مؤقتاً ينتهي مع الزمن.
و إعلما أنه أجدر بنا أن نعيش لنرضي الله عز وجل حتى يرضى عنا و يوفقنا لمستقبل أفضل. و إنه في الحياة مصائب و هموم و معاناة تستحق التفكير و التأمل أكثر من أن تتألم الفتاه أو الشاب نتيجة لفقد حبيب.
و لنسعى دائماً لرضى الله و لنكن يداً بيد للمحافظه على الترابط الأسري ولتكن نيتنا و غايتنا رضا الله